الثلاثاء، 24 مارس 2009

من أبناء النوبة في النمسا - فيينا





كتب : حمدي سليمان ( النمسا )


توطين أبناء النوبة في وادي كركر
تقرير عن مخاطر إعادة توطين أبناء النوبة في وادي كركر

فوجئ الرأي العام بالأمس القريب بخبر تخصيص أراضي وادي كركر لإعادة توطين أبناء النوبة تعويضا عن قراهم الأصلية بطول النهر في ارض الذهب وبين الفرحة التلقائية لعودة بقايا من الحق لأصحابه ومحاذير الموقع الجديد كانت مساحة من الترقب تغلل سماء أسوان بعودة النشاط الزلزالي الملحوظ عند وادي كلابشة جنوب الموقع المقترح. ولا أجد مفرا من توضيح بعضا من هذه المحاذير لتكون أمام القيادة عند اتخاذ القرار النهائي في هذا الصدد .


أولا : محاذير الموقع الجغرافي :
1 – يقع مصب وادي كركر جنوب السد العالي بحوالي تسعة كيلومترات فقط وتبعا لتدرج ميل الأرض فان جميع مياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي في المنطقة سوف تأخذ اتجاه مصب الوادي لتفرغ حمولتها من السموم المتنوعة في بحيرة ناصر لا محالة .
2 – المسافة الفاصلة بين السد العالي ووادي كركر (حوالي تسعة كيلومترات) تمثل عنق الزجاجة للرصيد المائي في البحيرة وان كمية الملوثات التي قد تصل للبحيرة عن هذا المشروع لن تنسب إلي مساحة البحيرة كلها بل إلي ستة في المائة فقط من مساحتها الكلية (طول البحيرة حوالي 500 كيلومتر) مما يضاعف خطورة أي تلوث مهما كان ضئيلا .
3 – بحيرة ناصر هي مصدر الماء العذب الوحيد تقريبا في مصر ويجب حمايته بكل جدية وبلا أدني مخاطرة .
4 – بالعودة إلي مذكرات المهندس حسب الله الكفراوي وزير التعمير السابق التي نشرتها صحيفة الأهرام ندرك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون قد طلب أن تكون منطقة وادي كركر مجال للتعاون الزراعي بعد اتفاقية السلام ولكن الكفراوي اقنع الرئيس السادات بصرف النظر عن هذا الموقع لخطورته علي البنك المائي المصري الوحيد المسمي بحيرة ناصر .

ثانيا : محاذير الجغرافيا السياسية :
1 – تمثل النوبة وحدة سكانية متميزة يجب الحفاظ علي ثقافتها في إطار التنوع وسوف يؤدي الموقع الجديد لقربه الشديد من أسوان إلي ضياع محتمل لهذه الخصوصية نتيجة قدوم جحافل البطالة إلي الموقع الجديد مع وصول أولي بشائر البنية التحتية للمنطقة .
2 – أراضي الوادي رملية- جيرية في تكوينها وتمتلئ بالكثير من زلط وجلاميد السليكا (الفلنت) - كما أتضح ذلك خلال حفر قواعد أبراج الضغط الكهربائي المتجهة إلى توشكي - مما يضيف أعباء اقتصادية ضخمة علي السكان ومعظمهم بسطاء وذلك علي العكس من الأراضي الرملية السلتية علي ضفاف البحيرة فهي أسهل للاستصلاح والزراعة. ويعزي وجود المكونات الجيرية إلى تحويه هضبة الحجر الجيري التي تحف المنطقة كلها من جهة الشمال .
3 – تخصيص تربة توشكي الجيدة نسبيا للشركات الضخمة التي تعاني من مشاكل متعددة هناك بينما نعطي أبناء النوبة تربة درجة رابعة بديلا عن أراضيهم الخصبة فيه إجحاف للنوبة وأهلها وهم الأولي بالرعاية، والجميع يعرف أن هناك الكثير من الدراسات التي تمت علي أراضي وادي كركر وقللت من قيمته الزراعية مما جعل المستثمرين يهربون من استغلاله رغم الحوافز التي أعلنتها الأجهزة المختصة .
4 – ترتبط حياة النوبة التقليدية بنهر النيل لممارسة أنشطة الصيد والتجارة فيما بينهم وبالتالي يجب أن تكون القرى الجديدة متاخمة للنهر لاستعادة نمط الحياة القديمة وإرواء الحنين لأرض الأجداد. أما الموقع الجديد فهو يمتد عشرات الكيلومترات في بطن الوادي بعيدا عن النهر مما يحولهم إلي بدو رحل وليس حضارة زاهرة .

ثالثا : أسباب تتعلق بالنشاط الزلزالي في المنطقة :
استيقظنا الأسبوع الماضي على تجدد النشاط الزلزالي عند فالق السيالة على الحافة الشمالية لوادي كلابشة مما أصاب جميع الهيئات العاملة في حماية السد العالي بالرعب, ولاشك أن الزلازل الناتجة في هذه المنطقة سوف تكون اخطر تأثيرا في منطقة وادي كركر المرشح لإعادة توطين النوبيين بسبب زيادة سمك الطبقات الرسوبية غير جيدة التماسك كلما اتجهنا شمالا. أما جنوب وادي كلابشة فيكون سمك الرسوبيات اقل نسبيا بينما تسود المنطقة نواة من صخور القاعدة الصلبة المكشوفة علي سطح الأرض في بعض الأماكن مثل شمال غرب خور توشكي .. وخلاصة الأمر أن الأراضي الواقعة جنوب وادي كلابشة اقل استجابة للمخاطر الزلزالية عن تلكم المناطق شماله في حالة حدوث زلازل حول كلابشة كما هو مرجح .

الخلاصة :
خلاصة القول من وجهة نظر الكاتب أن المشروع المقترح لإعادة توطين أبناء النوبة في وادي كركر سوف يؤدي إلى زيادة مخاطر التلوث في بحيرة ناصر بصورة مؤكدة قد تفشل معها أي جهود للمعالجة من جهة كما فيه إجحاف بحقوق النوبيين من جهة أخرى ... وأرى أن أفضل الأماكن لإعادة التوطين هي المناطق الشاطئية حول بحيرة ناصر جنوب كلابشة حتى أدندان .
كاتب المقال : د. كمال ابوالمجد علي
أستاذ الجيولوجيا المساعد - كلية العلوم بأسوان

E-mail:kamalali55@gmail.com

......................................................
رسالة إلى منظمة اليونسكو .. تشكو الظلم والاضطهاد الثقافي النوبي
السيد / مدير عام منظمة اليونيسكو
السيد / كوشيروا ماتاسوراباريس - فرنساميدان الفونتانوى فيينا 19 مارس 2009

حقوق النوبيين في مصر

لن ينسى العالم كما لن ينسى أبناء النوبة المجهودات العظيمة إلى قامت بها منظمة اليونيسكو لإنقاذ آثار النوبة .. ذلك الحدث العظيم الذي اثبت أن العالم يتحرك لإنقاذ التاريخ والحضارات الإنسانية التي هي ملك لكل البشر .
تحتفل مصر من يوم 21-23 مارس بذكرى إنقاذ آثار النوبة ولهذا دعت علماء شاركوا في هذا العمل كما أنها تدعوا كبار منظمة اليونيسكو .
ولكن .. لقد تم إنقاذ الحجر ولكن تم إهمال البشر.. والبشر هؤلاء هم أبناء النوبة..أبناء تلك الأرض صاحبة التاريخ والحضارة العظيمة .
لقد أهملت الحكومات المصرية المتعاقبة أبناء النوبة وألقت بهم في صحراء كوم امبو بعدما كانوا يعيشون على شواطئ النيل مباشرة .
تلك الصحراء التي لا رابط بينها وبين حياتهم السابقة بأي شيء .. لقد كان النيل هو مبعث حياة أبناء النوبة حيث كانت على ضفافه تمارس العادات والتقاليد الخاصة بميلاد الأطفال وبزواجهم .
لقد كانت الحياة على النيل تجلب للشباب العمل من خلال الصيد أو من خلال أوراق البردي والخوص التي كانوا يغزلوا بها الأطباق الخوص التي تستخدم في البيوت أو التي كانت تباع في المزارات .
لقد فقد أبناء النوبة أهم عاداتهم وتقاليدهم ببعدهم عن النيل .. ولقد أوشكت اللغة النوبية على الاندثار حيث المجتمع الغير نوبي المحيط بأماكنهم الحالية في كوم امبو .. والتي هي نافضه في التنمية والى أجبرت غالبية أبناء النوبي على الرحيل للعمل والحياة في المدن الكبرى في الشمال مما جعلهم لا يستخدمون اللغة العربية منذ 45 عاما .

لقد طالبنا كثيرا الحكومات المصرية المتعاقبة بضرورة إنشاء مدارس ومعاهد تعليم اللغة النوبية لأطفال النوبة في مدن التهجير وهى لا تبالي .. وعندما تتاح لبعض الجمعيات النوبية الفقيرة الإمكانيات أن تدرس لأطفالنا لغتنا, تشن حملات صحفيه ضد تعليم اللغة النوبية متهمين إيانا بمعادة اللغة العربية والإسلام وباتهامات أخرى ملفقه .
كما تقوم الحكومة المصرية الآن بتوطين الغرباء من شمال الوادي في بلادنا وتمنعنا من حق العودة رغم أنها قد وقعت اتفاقيات في الأمم المتحدة توجب لنا حق العودة لأراضينا حيث أننا شعب أصيل .
ممارسات عنصريه بغيضة تمارسها الحكومات المصرية ضد أبناء النوبة حيث توطن الغرباء في بلادنا وتحرمنا نحن منها .
لقد ضاعت عادات وتقاليد ثقافيه نوبيه .. واللغة النوبية تكاد أن تموت .. ويطلق على بلادنا بلاد النوبة الآن جنوب الوادي .. ولا يسمح بإطلاق أسماء نوبيه على اي جامعات في أسوان وممنوع إطلاق اسم النوبة على أي مشروعات تقام في أسوان بل يتم تغيير أسماء القرى التي تبنى وان بنيت قرية باسم نوبي تحت الضغوطات النوبية يتم توطين غير النوبيين فيها .
تحاول الحكومات المصرية تعريب أبناء النوبة بمنع عودتهم إلى بلادهم حتى يعيشوا في المجتمعات الأخرى ويتم التعريب القسرى .
لقد قامت منظمة اليونيسكو عام 1997 ببناء متحف النوبة .. ذلك المتحف الذي رفضت الحكومة المصرية إطلاق اسمه عليه وتحت ضغوط المنظمة تم إطلاق اسم متحف النوبة الذي كانت تنوى الحكومة المصرية وقتها أن تسميه متحف أسوان .
أبناء النوبة يناشدون منظمة اليونيسكو أن تنقذ الإنسان النوبي من سياسات التعريب القسريه كما أنقذت الآثار النوبية .
الإنسان النوبي يضيع .. ولا يجد يد تمتد إليه في مصر.. فهل تكون أيادي اليونيسكو هي الداعمة لأبناء النوبة أصحاب حضارة تاريخيه عظيمه يراد لها الفناء ؟!!!

نطالبكم بالاتصال بأبناء النوبة المهتمين بالقضايا النوبية في داخل مصر والاتصال بنا في الخارج لتقديم المزيد من المعلومات .
حمدي سليمان - رئيس النادي النوبي
منظمة الشعوب المهددة
فيينا - النمسا
..........................................................
النسخة الأصلية (الإنجليزية) .
To The Director General of UNESCOMr. Koichiro Matsuura7, place de Fontenoy75352 Paris 07 SPFRANCEVienna, 19th of March 2009Rights of the Nubian People in Egypt
Dear Director General,

First we would like to express our full respect of UNESCO`s efforts for the recovery of the ancient Nubian culture. We also notice that from March 21th to 23 rd UNESCO, together with Egypt, will celebrate the rescue of the Nubian Heritage. In this context we would like to urge that UNESCO to acknowledge the necessity of protecting the present-day Nubian people with their traditional culture, as is being done for historic sites, statues, etc. We request that the Egyptian Government give us the opportunity to present our cause. Thus we hope to obtain the right to protect our own culture on the banks of the Nile and live according to it - not only be witness to the historical documentation of its history.UNESCO’s rescue of the Nubian Heritage will never be forgotten by the world, nor by the Nubian community. But unfortunately the rescue of the Nubian culture and community seems to have been neglected.Due to the building of a new water reservoir, the Nubians were relocated by the Egyptian Government to the Kumumbo Desert. This has caused a total disruption to their lifestyle in regard to farming, the climate, the building of houses and to Nubian traditions and culture in general. The traditional homes of the Nubian People, directly on the banks of the Nile, were the financial and cultural base of that.Fishing, basket making, papyrus production, the important birth and wedding rituals and farming the fertile soil are a few examples of the most important aspects of the Nubian lifestyle. None of these are possible in the desert. Farming is drastically reduced, the climate makes life harder and concrete as the building material is unsuitable for desert, houses and the given geography.Furthermore, the Nubian language is threatened with extinction as the Egyptian Government is forcing the Arab way of life on the Nubian People. The Nubians living in northern cities have to some extent adapted modern lifestyles, more than those living in isolated villages in Kumumbo, and this has resulted in a rift among the community. On the other hand the Egyptian government has forbidden the Nubian language to be taught in the schools in Kumumbo.

Original Nubian terms or names of settlements and streets have been replaced by Arab names, thus eliminating any traces of the Nubian culture and language. Such forced assimilation and Arabicization will sooner or later lead to the disappearance oft Nubians and creates negative attitudes among the Nubian population, which is then misinterpreted as a rejection of Arabs and Islam. All that the Nubian people want is the right to uphold and pass on their traditions – but that is regarded as a threat by the Egyptian Government. The preservation of the Nubian lifestyle and traditions will only be possible by the Egyptian Government allows the Nubians to return to their homes on the banks of the Nile.

Therefore we urge UNESCO to be also concerned with, and commit itself to the case of the present-day Nubian People, who face so many problems.

With kind regards

Soliman Hamdi Head of the board of the Nubian Club Vienna ViennaTel. + ....

This appeal is warmly supported by the Austrian branch of “Gesellschaft für bedrohte Völker”(Society for Threatened Peoples), A-1030 Vienna, Untere Viaduktgasse 53/7A, Tel. 0043/1/503 49 90, email: office@gfbv.at, home: http://www.gfbv.at/

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

انا نوبى وافتخر بس!!! لية حقوق النوبيين مسلوبيين بالنسبة لحقوقهم ؟؟؟ لية مش بنشوفهم فى الافلام الا فى صورة مشوهة لدرجة ان الناس دلوقتى لما بتشوف حد اسمر بوجة عام يقولوا كلام يضايق كتيير ساعات الكلام دة بيحصل معايا انا شخصيا بس انا متعود على كدة؟؟وعلى فكرة ربنا يقدر الاستاذ حمدى سليمان محمود على كل اللى بيعملوا!!! وعلى فكرة الاستاذ حمدى يبقى خالى وانا افتخر ان دا خالى لان بصراحة قلييليين جدا الا مثله ؟؟؟

غير معرف يقول...

|نا نوبي عايش في انجلترا حالياوموقفي صعب للغاية واريد المساعدة لاستفر هنا او في اي بلد اوربيةالرجاء الاهتمام بأمري ده اميلي علي فيس بوك )kinzy ahmad(