الأحد، 1 مارس 2009

ماذا .. قالوا عن النوبة .. والنوبيين


الكاتب الكبير : أنيس منصور
جريدة الشرق الأوسط في 27/1/2009

(أنت نوبي ..... إذن فأنت رجل أمين)

يقول: فجأة لاحظت أن السائق والسفرجي والطاهي والحارس والطبيب من بلاد النوبة. كيف حدث لا اعرف ولكننا اعتدنا على أن أبناء النوبة عندهم غريزة أخرى لا يعرفها معظم الناس: إنهم أمناء ... وإذا جلست وتحدثت عن أمانة السائق أو الحارس أو الطبيب وجدت كل واحد يحكى حكاية أو نادرة تؤكد أن النوبيين عندهم غريزة زيادة، وهي الأمانة. من نوادرهم أنني أعطيت السائق مبلغا من المال لكي يعطيه لفلان فذهب إليه في البيت فلم يجده وحاولت الزوجة أن تعرف منه ماذا يريد فرفض. حاول الأولاد فرفض. فقالوا له انه مسافر وسوف يعود بعد أسبوعين فتركهم وعاد ولم يقل شيئا . وسألته بعد أيام فروى لي ما حدث فقلت له كان في الإمكان أن تعطيه للزوجة أو للأولاد فوقف معترضا يقول: سيادتك قلت للرجل شخصيا . وحتى لا يغضب قلت له معك حق ... ويبدو أن هذا الرد لم يكن كافيا فقلت له معك حق وأنا آسف ويبدو انه رضي باعتذاري ولكي أرضيه أكثر قلت له أريد أن اسمع منك إحدى قصائدك في الحنين إلى النوبة .. فهو يقول شعرا غنائيا شعبيا تتخلله بعض الكلمات النوبية وهو لا يقول شعره إلا جالسا فاستأذن في أن يجلس وان يضع رجلا على رجل وان يدخن سيجارة فقال وأمتعني وسألني عن رأيــي فقـــلت: فأسـعده ذلك أكثر .

...........................................

8/2/2009 في جريدة الشاهد الكويتية
كتبت : نجاة الحشاش



إجازة نسائية خليجية في أسوان الرائعة :




لبينا دعوة من سيدة أعمال قطرية لقضاء 3 ليالٍ جميلة في مدينة أسوان المصرية والدعوة موجهة لي ولسيدات من الخليج وكنا 4 سيدات نشكل مجلس التعاون الخليجي النسائي، وكان من شروط الرحلة الابتعاد عن العمل ومتاعبه، وان نترك الكتابة والنقاشات السياسية والاقتصادية، وألا نستخدم النقال إلا للضرورة فقط للاطمئنان على الأهل والأبناء، وتكون رحلة راحة واستجمام نسائية .. وفعلا كانت رحلة ممتعة وجميلة، وكنا نتكلم بمواضيع نسائية، وطبائع كل النساء في كل دولة خليجية، والمضحك أننا اختلفنا في كثير من اهتماماتنا وتصرفاتنا كنساء خليجيات، لكن اتفقنا على صفات مشتركة في كل الرجال الخليجيين، ولن أقولها بل أفضل أن نحتفظ بها كأسرار نسائية، ولكننا ضحكنا من القلب على هذا الاتفاق النسائي، وشاركتنا سيدات من مصر وتونس بأن الرجل العربي أيضاً مشترك مع الرجل الخليجي بهذه الصفات وحمدنا الله على الوحدة العربية الذكورية .
سوف آخذكم لحظات في هذه الرحلة، لكي أشجع الجميع على قضاء اجازة نصف السنة المقبلة أن شاء الله في أسوان، كنت اعتقد أن المتعة فقط في شرم الشيخ والأقصر، لكن ما إن وصلنا إلى أسوان وأخذنا القارب الشراعي إلى الفندق الذي يقع في جزيرة بعيدة قليلاً عن أسوان، حتى اكتشفت أن الجمال والروعة هي أسوان، ولكم أن تتخيلوا القارب وسط النيل وساعة غروب الشمس والجبال الشامخة المغطاة برمال الصحراء تحتضن الأشجار الخضراء وطيور النورس تستقبلنا على صخور الجبال في نهر النيل، وكان الجو رائعاً والهواء يدخل في أنفاسنا بارداً وذهبت بخيالي بعيداً جداً سارحة بجمال هذا المنظر، وكانت عيني عطشى لرؤية جمال المنظر الطبيعي، وأذني تشتاق لسماع صوت طائر النورس .
وصلنا الفندق وبسرعة انتهت إجراءات الغرف وتركنا أمتعتنا ونزلنا إلى بهو الفندق لاكتشاف معالمه، ولم اصدق أن أسوان فيها هذا الجمال والروعة في المناظر الطبيعية والفنادق الراقية، والأهم الهدوء الذي احلم به بعد عناء عمل طويل وشاق .. وفي اليوم الثاني من الرحلة تم أعداد رحلة سياحية نهرية لنا بالقارب الشراعي إلى المتحف الفرعوني على ضفاف النيل، وتعرفنا أكثر على حضارة دولة عظيمة وكبيرة مثل مصر، ونزلنا إلى اقرب منطقة من نهر النيل وشربنا من ماء النيل مباشرة، وبعد ذلك كانت تنتظرنا وجبة غداء في مطعم نوبي كبير مزين بديكورات نوبية رائعة، وأكلنا طاجن السمك على الطريقة النوبية وبعد الانتهاء من هذه الوجبة الرائعة أخذنا القارب برحلة إلى حديقة النباتات، كانت تحتوى على كل أنواع النباتات في العالم وكانت من الجمال والنظافة التي جعلتنا نفترش الأرض ونلتقط صوراً جميلة فيها.. وفي المساء تعشينا في مطعم يقدم فيه عرض راقص لفرقة نوبية وحركات افريقية غريبة والتقطنا صوراً جميلة معهم وختمنا ليلتنا الثانية بدعوة من سيدة نوبية لحضور حفل زفاف ولدها، وكانت على الطريقة النوبية واستقبلونا بحفاوة وفرح، ورقصت لنا العروس مع زوجها رقصة جميلة واستودعناهم راجعين إلى غرفتنا الجميلة.. واليوم الثالث كانت الرحلة إلى معبد الفيلة وهو معبد للفراعنة ويحمل تاريخ العصور التي مرت بمصر وهو جميل ورائع، وعندما دخلت هذا المكان تخيلت نفسي كليوباترا، ومشيت بكبرياء، والجميع يضحك وطلبت منهم أن يقدموا لي قرباناً لكي أرضى عنهم، واكتشفت أن هذا المكان ليس لكليوباترا وإنما لآلهة الحب في الحضارة الفرعونية وهما ( ايزيس وأوزوريس ) آلها الحب والجمال .
انتهينا من رحلة المعابد وذهبنا إلى السد العالي في أسوان وبحيرة ناصر الصناعية التي تعتبر من اكبر مزارع الأسماك في العالم، وأخذنا اليخت إلى مطعم رائع في جزيرة تسمى التمساح لتناول وجبة الغداء، وكانت وجبة السمك اللذيذ في استقبالنا وعند العودة تأخر اليخت علينا وجلسنا ننتظر وصوله على ضفاف النيل، وتركنا أرجلنا تغوص برمال النيل الباردة ونحن نرى غروب الشمس الساحر، وبعد ذلك ذهبنا إلى المتحف النوبي الذي يتكلم عن تاريخ مصر والنوبيين واشتريت لباساً نوبياً جميلاً للذكرى، وختمنا يومنا بركوب حنطور يتمشى في مدينة أسوان والكل يحيينا ويطلب استضافتنا لشرب الشاي، وعدنا إلى الفندق ونحن نسرح بروعة المكان والجمال ونظافة المدينة وطيبة أهلها، وأصبحنا في اليوم الأخير نجهز أمتعتنا عائدين الى القاهرة، وكل واحدة منا تحمل من الذكريات الجميل و اتفقنا ان تكون رحلتنا في كل نصف سنة رحلة نسائية، ليست خليجية، وإنما نطعمها بنساء من الدول العربية ونشكل مجموعة كبيرة في نصف السنة المقبلة وقد تكون بداية لرابطة اجتماعية سياحية توحد نساء الدول العربية، أو قد تكون بداية لمشروع تجاري سياحي في أسوان، وأخيراً شكراً لسيدة الأعمال القطرية المبادرة بهذه الدعوة الطيبة، وشكرا لسفيرنا في مصر الأستاذ رشيد الحمد على حسن استقباله وبشاشة وجهه التي عرفناه بها وزيرا وسفيرا، وشكرا للأخ خالد العازمي الملحق الثقافي في السفارة على سؤاله للاطمئنان علينا ..وشكراً للقائمين على فندق ايزيس الجزيرة لطيب استقبالهم، وشكرا للصديقات المصريات على كرم الضيافة، وشكرا للخطوط الجوية المصرية على الدقة في المواعيد والرقي في التعامل، وعمار يا مصر.
..........................................................



22/2/2009 في جريدة الشاهد الكويتية
كتبت : نجاة الحشاش



هذا سر إعجابي بأهل النوبة الطيبين




استناداً لقول رسولنا صلى الله عليه وسلم ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ) سطرت هذه الكلمات لأشكر أصحاب الدعوة الطيبة التي جاءتني من رابطة أبناء قورتة النوبية المصرية لحضور احتفالاتهم معنا بأعيادنا الوطنية (الاستقلال والتحرير) تحت رعاية الشيخة فريحة الأحمد الصباح. وهذه تعتبر عادة سنوية لاتحاد النوبة في الكويت يقيمها بالمناسبات الوطنية الكويتية، وهذا يدل على عمق العلاقة الأخوية بين الشعبين الكويتي والمصري، والدعوة هذه جاءتني من الجالية النوبية المصرية في الكويت من باب تقديرهم لي لما كتبته في مقالة سابقة عن أسوان بعنوان (رحلة نسائية خليجية إلى أسوان الرائعة) فأسوان رائعة فعلا كشعبها أبناء النوبة المصريين الذين أحاطوني يوم الجمعة في حفلهم حباً وكرماً واستمتعت جدا بوجودي معهم وأعجبني الغناء النوبي الأصيل ولم افهم معاني الكلمات ولكن لحن الأغاني كان قريباً جدا من القلب، وكان يجلس إلى جانبي الحاج محمد عثمان صاحب الوجه المبتسم والملامح العربية الأصيلة، وهو رجل كبير السن ويعتبر شيخ النوبيين في الكويت ومن حسن الحظ أني جلست إلى جانبه حيث زودني بمعلومات عن تاريخ النوبة وعن أنواع الغناء ومعاني كلمات الأغاني التي تغنى بها المطرب، فشكرا يا شيخ محمد عثمان على الأخلاق العالية والروح الطيبة التي كنت تبادل بها كل الموجودين في الحفل، ومن المعلومات الحلوة، والتي حصلت عليها حول وجود النوبيين بالكويت انهم موجودون بالكويت منذ الستينات وهم مع بعضهم بعضاً متلاحمون في الخارج ويحرصون على تواصلهم، ولذلك نجد أن لهم في كل دولة بالعالم اتحاداً نوبياً مصرياً خاصاً بهم، والاتحاد العام النوبي في دولة الكويت تندرج تحته رابطة خاصة بكل قرية نوبية، ويوم الجمعة في مقر الاتحاد يتزاورون للتواصل فيما بينهم سواء كان هناك مناسبة زواج أو عزاء .
وحاليا هم في فترة انتخابات لاختيار رئيس وأعضاء للاتحاد العام النوبي ، أعجبني تلاحم وترابط النوبيين فيما بينهم وخصوصا في الخارج وأعجبني أيضا إصرارهم على نقل عاداتهم وتقاليدهم وتراثهم ليس للأجيال القادمة عندهم وإنما نقلها لكل دول العالم من خلال هذا الوجود الدولي لهم والمشارك بالمناسبات الوطنية للدول التي يعيشون فيها ، وهذا هو سر إعجابي بأهل النوبة .
شكرا للإخوة الذين دعوني للاحتفال لأني استمتعت جدا على الرغم من ظروفي الصحية إلا أن دعوتهم أدخلت السعادة في نفسي ... وشكرا لعضو مجلس الشوري المصري لمنطقة أسوان الأستاذ عبد المنعم محمد صالح والذي كان موجوداً وأبدى استعداده للتعاون معي في إعداد برنامج سياحي لإبراز معالم وجمال أسوان في السنة المقبلة عندما تكتمل مجموعة الرحلة النسائية الثانية لأسوان إن شاء الله .
وقد استمتعت بمقالة للكاتب الكبير أنيس منصور بعنوان (أنت نوبي ..... إذن فأنت رجل أمين) .






ليست هناك تعليقات: