الاثنين، 16 مارس 2009

الشاعر أحمد فؤاد نجم

ولا أنها حمار يا بيه

البت نوارة بنتي صدر لها أول كتاب بعنوان «عش ع الريح» وكان المفروض إِني أحضر معاها حفل توقيع العقد في إسكندرية الجميلة ذات يوم جمعة لكن يشاء السميع العليم إني أسافر فجأة إلي المغرب الشقيق في نفس يوم توقيع - عدم المؤاخذة - العقد المزمع، فقلت في عقل بالي «كل شيء قسمة ونصيب وما يزل قدم عن قدم إلا بإرادة ربنا»، الجمعة دي بقي جت نوارة حسب المتبع عشان تقضي معايا يوم الجمعة وجايبة في أيدها نسختين من «عش ع الريح» وكاتبة لي إهداء جميل مش بس لأنه مليان حب وتقدير لشخصي المتواضع أو الضعيف أو التافه مثلاً وإنما لأن الفرحة بالمولود الأول لنوارة تشع من حروف كلمات الإهداء، فتذكرت هذه اللحظات حينما صدر ديواني الأول «صور من الحياة والسجن» سنة 1962، وتذكرت الانفلات الاجتماعي اللي ركبني ففقدت السيطرة علي سلوكي الاجتماعي وبقيت شايل رزمة الكتاب الأول وعمال أجري في شوارع الزمالك زي الجمل الأطرش إذا الهوا صفر في ودانه، وأثناء سرحاني في عالم الذكريات صرخت نوارة في وشي :
أنت بتشتم البشير ليه ؟
قلت لها بغيظ : وما أشتمش البشير ليه ؟.
قالت لي : عشان ما تبقاش على آخر الزمن مع إسرائيل وأمريكا .
قلت لها : أنا أبقي مع إسرائيل وأمريكا ..!!
قالت لي : أيوه ...
قلت لها : أديكي بدأتي تخرفي يا نوارة ... الانتصار ياختي .
قالت لي : وليه حضرتك بتسمي كلامي تخريف لا مؤاخذة ؟..!!
فقلت لها : لأنك عايزة تقنعيني بأن الأخ المحترم عمر البشير هو صلاح الدين الجديد اللي حيحرر بيت المقدس «أولي القبلتين»، ويسترجع فلسطين المغتصبة .. مش كده برضه ..!!
قالت لي : لأ لا .. يا بابا مش كده برضه .
قلت لها : هو البشير يفرق إيه عن صدام أو أي حاكم عربي معاصر ؟.
قالت لي : ما يفرقش كلهم أسخم من بعض .. لكن اللي جري لصدام حسين كان مقصود بيه إهانة الأمتين الإسلامية والعربية ... حضرتك كنت مبسوط بنحر صدام حسين صبيحة عيد الأضحى المبارك وكأنه خروف الضحية .
قلت لها : ولا كنت مبسوط ولا كنت زعلان، أنا كنت عمال أهلوس وأقول لنفسي : لو صدام حسين كان استخبى في حضن الشعب العراقي كانوا يقدروا يجيبوه ؟..!!
قالت لي : يستخبى إزاي في حضن شعب بيكرهه وبيتمنى الخلاص منه ؟!!
قلت لها : ما هو نفس الحال في جميع الدول العربية اشمعنى بقي البشير اللي أنتي متعاطفة معاه ؟!.
قالت لي : أنا يا بابا خايفه علي السودان ... خايفه ليجرلها اللي جرى للعراق .
قلت لها : وهكذا كل ما يحبوا يصطادوا حاكم عربي يدمروا البلد اللي بيحكمه ... مش دي تبقي خيبة ... ولاّ أنا حمار يا بيه؟

ليست هناك تعليقات: